منتـــــــدى الاقـــصى الشـــريــف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـــــــدى الاقـــصى الشـــريــف

غـــــــــــــــــــزة في قلوبنـــــــــــــــا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المورد في حكم المولد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكلم الطيب




المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 04/01/2009

المورد في حكم المولد Empty
مُساهمةموضوع: المورد في حكم المولد   المورد في حكم المولد Icon_minitimeالجمعة مارس 27, 2009 8:00 am

للشيخ الإمام أبي حفص تاج الدين الفاكهاني المالكي رحمه الله ت 734ھ
--------------------------------------------------------------------------------
بعناية أبو أيمن عبد الرحمن الجزائري "الكلم الطيب"

بسم الله الرحمٰن الرحيم

قال ابن فرحون عن الفاكهاني[1]: (كان فقيهاً فاضلاً متفنناً في الحديث والفقه والأصول والعربية والأدب وكان على حظ وافر من الدين المتين والصلاح العظيم واتباع السلف الصالح حسن الأخلاق. صحب جماعة من الأولياء وتخلق بأخلاقهم وتأدب بآدابهم وحج غير مرة وحدث ببعض مصنفاته.)

قال العلامة الفاكهاني:

( الحمد لله الذي هدانا لاتبّاع سيد المرسلين، وأيدنا بالهداية إلى دعائم الدين، ويسَّر لنا اقتفاءَ آثارِ السَّلَفِ الصالحين، حتى امتلأت قلوبنا بأنوار علم الشرع وقواطع الحق المبين، وطهر سرائرنا من حدث الحوادث والابتداع في الدين.

أحمَدُه على ما منَّ به من أنوار اليقين، وأشكره على ما أسداه من التمسك بالحبل المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، صلاةً دائمةً إلى يوم الدين.

أما بعد: فقد تكرر سؤال جماعة من المُباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه: المولد:

هل له أصل في الشرع ؟ أو هو بدعة وحدث في الدين ؟

وقصدوا الجواب عن ذلك مٌبيَّناً، والإيضاح عنه معيناً.

فقلت وبالله التوفيق: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون[2]، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا:

إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.

وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة المندوب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتَدَيِّنُون

- فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت.

ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.

فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً، وحينئذٍ يكون الكلام فيه في فصلين، والتفرقة بين حالين:

أحدهما: أن يعمله رجلٌ من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام: فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام، سُرُجُ الأزمنة وزَيْن الأمكنة.

والثاني: أن تدخله الجناية، وتقوى به العناية، حتى يُعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه، وقلبه يؤلمه ويوجعه؛ لما يجد من ألم الحيف، وقد قال العلماء رحمهم الله تعالى: أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف، لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملأى بآلات الباطل، من الدفوف والشَّبَابَاتِ واجتماع الرجال مع الشباب المُرْد، والنساء الغانيات، إما مختلطات بهم أو مُشْرِفَات، والرقص بالتَثَنِّي والانعطاف، والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المخاف.

وكذا النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتَّهْنِيك والتطريب في الإنشاد، والخروج في التلاوة والذكر عن المشروع والأمر المعتاد، غافلات عن قوله تعالى:﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾[سورة الفجر:14].

وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان، وإنما يَحِلُّ ذلك

بنفوس موتى القلوب، وغير المستقلين من الآثام والذنوب، وأزيدك أنهم يرونه من العبادات،

لا من الأمور المنكرات المحرمات، فإن لله وإنا إليه راجعون، "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ"[3].

ولله در شيخنا القشيري[4] حيث يقول فيما أجازَناه:

قد عرف المنكر واستنكر الـ ـمعروف في أيامنا الصعبة

وصـار أهل العلم في وهـدةٍ وصار أهل الجهل في رتبـة

حـادوا عن الحق فما للـذي سادوا به فيما مضى نسبـة

فـقلت للأبرار أهـل التـقى والدين لما اشتدت الكـربة لاتنكـروا أحوالكم قد أتـت نوبتكم في زمن الغربــة

ولقد أحسن أبو عمرو بن العلاء حيث يقول: (لا يزال الناس بخير ما تُعُجِّبَ من العَجَب!!، هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه النبي ( - وهو ربيع الأول- هو بعينه الشهر الذي توفي فيه[5]، فليس الفرح بأولى من الحزن فيه).

وهذا ما علينا أن نقول، ومن الله تعالى نرجو حسن القبول ) [6] .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (1-108)

[2] - وهم الفاطميون العبيديون الرافضة كما نقله المقريزي في [خططه] (1-490)، والقلقشندي في[صبح الأعشى] (3-498)، والسندوبي في[ تاريخ الاحتفال في المولد النبوي] (69) [تعليق الشيخ علي]

[3] - رواه مسلم (145)

[4] - هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع، تقي الدين القشيري، المشهور بابن دقيق العيد المتوفى سنة (702)ھ [تعليق الشيخ علي]

[5] - قال: العلامة ابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى: (ثم العجب العجيب!! كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم؟ وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل، وفجعت الأمة فيه، وأصيبت بمصاب عظيم، لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً، فعلى هذا كان يتعين البكاء، والحزن الكثير، وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به ......) [المدخل: (2/15)]

[6] قُوبلت على النسخة التي حققها الشيخ علي حسن الحلبي، وهي ضمن "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي" المجلد الأول (7-14) دار العاصمة الرياض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المورد في حكم المولد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بدعة المولد ..للعلامة محمد ناصر الدين الألباني
» المولد النبوي تاريخه ، حكمه ، آثاره ، أقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــــــدى الاقـــصى الشـــريــف :: منتدى الإسلامي العام :: قسم الحوار الهادف-
انتقل الى: